بريطانيـا..
في أحد الليالي..إستيقضت على صوت منبه الجوال لـ صلاة الفجر..أخذتٌ ملابسي ودخَلتُ الحمام[أَكَرَمَكٌمْ الله]أخذتُ دُشاً لأتنشطّ..خرجت بنشاط نظرتُ من نافِذة غٌرفتي..الثَلجٌ يتسَاقطُ بكثَافةْ ويُغطي كُل شيْ..الشَارِع..السَيارات..أَسق ُف المنازل ..كل شَيء....
ذهبت لغٌرفة أبي وأمي لإيقاظِهما..
ناسيــاً أني فقدت أهلي قبل 10سنين أو تزيد..!!!
طرقتُ الباب بخفه..
_أبي..الصـلاة...غريب! لأحدَ يُجيب..أبي هيّا ستفوتنا الصلااااة..
ذهبت لغرفة أخي الأكبر..سعووود..الصلاة
وصرت أتنقل من غرفة لأخرى..نواااااف...
أخيراً .. أستقريت عند غرفة البنات
ملِكــة..يالله الصلاة يالكسلانه..المهاااا..
ضربت رأسي بشدة!!
ربــــاه...لقد مَاتُوا منذُ زمنٍ بعيــد..لا..لا مستحيــل..!!ركضت إلى غرفة والدآي بسرعة..فتحت باب الغرفة..
هــدوووء يلفح المكـان..غرفة دافِئة , مُرتبهْ , هادئة , يُغطيهَا بعض الغبار..ماتوا!! تركوني..ركضت إلى جميع الغرف لعل هـذا كابـوساً..!
الهُــدوء يَلفحُ البيت الكَبيـر..
هدوء مزعِــج!أجل الهُدوء مُزعِــج
عدت إلى غرفة والداي ودموعي تنساب بهدوء على خدي للمرةِ المِليونْ..!
تنقلت بِبصري بالغُرفة...بعضُ المَلابِس لاتَزالُ على الشماعـة وبعد مرور عشرِ سنينْ..!
فتحت دُولاّب أبي ملابِسه مُرتبَه..رائِحة والدي لازالت موجوده..ضممت الملابس إلى صدري...
لمــا ترحل ووترك إبنك .. وحيد..يتيم...
أغَمضتُ عَيناي بِشدةْ وسددت أذناي محاولاً عبثاً سماع صُراخهم في الحَادِث وهم يحتَرِقُون..جبان!
نعــم..أنا جبان..
عادت ذاكرتي عشّر سِنينٍ إلى الوراء .. كان يوماً حاراً..ركبنا سيارتَ واَلِديْ..إنطلقنـا العصـر إلى أحد المُدن , توقفنا في أحد المحافظات في أحد المسـاجدِ لـ آداء صلاة المغرب..جلسنا على الطريق ..
ركبنا السيارة مرةً أُخرى..خرجنا من القصيم توقفنـا مرةً أُخرى عند أحد المحطـات .. نظر إليّ والديّ..وقال:سلطان .. أسأل العُمال..فيه مسجد..ماودي أدَوّر عندهم..تعرف,عايله ونواف وسعود نايمين..
نزلت إلى السوبر ماركت..سألت العامل فأجابني بالنفي..أتصلت على والديّ وقلت له سأشتري .. أبتعدوا عن المحطة فهيَ مليئةٌ بالعمال.....!!
خرجت من المحطة حاملاً بيدي [ موكا بارد ] وجدت سيارتنا تمشي ببطء شديد..أشرت لأبي بالتوقف , لكنه لم يتوقف..!
فجــاءة أنحرفت السيارة,وصدمت بـ تريلا غاز..
أنقلبت سيارتنا حتى وصلت إلى جانبي,وأنفجرت ..أحترقت..نعم أراها تحترق وفي وسطها أبي , أمي , أخي سعود , ونواف , وتوأمي ملكـة , والمها..
أسمع صراخهـم أمي تستنجد بأبي ونواف يصرخ ويناديني .. إقتربت بِضعَ خُطوات,رأيت يدَ ملكـــــــة تحتررررق ..من غير شعور..سكبت الموكا البارد على يدها ..عند وصول الموكا سمعت صوتاً إخرتق أعماقِي..تششششششششششش أغمضت عيانيَ وسَمِعتُ صَوت والدتي تَطلُبُ مني الأبتعـاد..!أنفجرت السيارة مرةً أُخرى,وتطايروا وطِرتُ معهم ...ماتــوا إلا أنـــــــا..!
آآآخ لماذا سُلطان لم يَمُت والبَاقي يَمُوتون؟...هم أحقُ مِني بالحياة..لديهِمُ طمُوحات آمال..أنا لا..
أٌمي حَامـل..وتنتظُر مولودهـا..أحترقت وتفحمت
أبي الطَمُوح..كان يريد فتح فرع للمصنع في جِده
وهذه الرحلة..لنجاح المصنع..
سعود..ينتظر العطلة بفارغ الصبر..ليتزوج..لقد خَطب بنت جارِنا..وهي تنتظره ليعود..ولن يعود
نواف..الشاب الطَموح..يدرس بكلية الطيران حلمه أن يكون طيار..مات قبل أن يُحقق حلمه
المهَا..تحلمُ أن تزور العالـم..متِ ولم تحققِ حلمكِ..
ملكـة..شعلة البيت..وتوأمي الرائِـع.. مدلله..تنتظر نسبتها للمرحله ثالث ثانوي..كانت تجهز لِحَفل تخرجُها وحَجَزّت كُل شي ورتبت وأبدعــت..لم ولن تحدث حفلـة..ماتت ملكـةماتت المهـا..مات نواف..مات سعود...ماتــوا رحلوا تركوني وحيد..بلا أم بلا أب بلا أهل ولاعمومة أو خوال..أبي..لم ولن أصدق أنك مِت!..
صرت أرى طيفك في كــل مكان..
[كل ما يمر طيفك عليا يسلم..دموع عيني تنهمل كنها سيـل..الصبح من نورك ترآه يتعلم..والبعد خـلا دنيتي ليل في ليل..أنت الذي تنحط على الجرح مــرهـم..يآمن أنا ماشفت في طيبـة مثيـل]
لماذا لم تنتظروني..ومِتُ معكـم..
لقد وعَدتني يا أبي أنك ستقِف ولن تتحرك!..
لماذا تحركتم؟؟
لماذا صدمتَ بالشاحِنةِ وهي واضحـــة!!..
لماذا تنزلني من السيارة وتقول بإبتسامتك المعهوده:لاتتـأخر..ورانا طريق..
أنا ما تأخرت ..أنتم اللي تأخرتوا...
صدمتوا وأحترقتوا..!
ليــه سلطـان ينزل؟؟لييه مايكون سعود؟؟
ليه مايكون نواف؟؟ليــــه يبـه؟؟
يبـــه وينك ؟
تعبت أنتظر..
تعبت اتخيل ايدينــك..
يبه وينك ؟
تعبت أسأل زوايا البيت
تعبت أسئل ثوبــك المكوي
تعبت اشم عطرك..
واحضن غيابك..
تعبت أكذب على دمعي
وأرتب عيني وثيابك
يبـــه وينك ؟
ألف الدار واتذكر
هنا تمشــون .....
هنا تجلسـون ....
هنا تضحكـون ....
وينكــم ؟
ويقطع حزن هالأفكار
باب الدار
واصيح بصوت واتحشرج ..... منو بالباب ...منو اللي دق هذا الباب؟؟
أنا ماابي سيارة .....
انا مابي هدايا
انا مابي اشوف أصحاب
وينكــــــم ؟
يبه يرضيك حالي الحين؟؟
كرهت المدرســة والـدرس
ولا حد فيني حـس..
تذكرني بغيابك شهادتي ... ومعلمي ... وباب المدرســة
والدرس ... اصحابي وعلاماتي
يبــه وينك ؟
كلامي يبه حارق كلامي مـــر..
وأنا أقرا في الدفاتر هنا
(يـوقـع ولـي الأمـر )
مين لي فرحتي تتكحل بعينه
وضحكاته
يبــه ... وينك ؟
تخرجـت وتختنق فرحة وسط صدري
تجيني الناس وتبــارك
وهذا الحزن بي حارث
ولايدرون أني يتيــم
والسبب
حــــــــــــادث
فزعت عندما سمعت طرق الباب..مسحت دموعي بسرعة..أغلقتُ باب الغُرفةَ وذهبت إلى الباب..مين؟؟؟
:سلطااااااان أفتح
فتحت الباب ..لم أنتبهت لدموع رفيق دربي وصديقي العراقي عـامر..
دخل البيت وهو ساكـت ليست من عادته الهدوء!
جلست بجانبه وقلت بغير تصديق:..عامـر..أهلي ماتوا
ألتفت علّي وهز راسه..
_عااااامر..تصدق..اليوم قمت ..نسيت أن أهلي ماتوا تصدق!رحت أنادي أبوي للصلاة بـس ماراح يصلي!أبوي مااااااات
بكيت بحرارة..وعامــر لم يتكلم..
أستغربت ..
_عامـر..فيك شي؟؟؟
رأيت دموعة هو الآخــر ..
_أمي ياسلطـان أمي!
_شفيهـا؟؟
_مااااااااااتت
ربـــــــــاهـ لم أعد أحتمـل..
_عامـر كفى!كان يبكي ويصرخ بـ هستيريا مجنونه
ماتت..أنا غبي مجنون..ليش ماراحت عن العراق؟!
يوم طردوني من العراق..قالت لي خذ أختك ورح سافر..أقولها روحي معي..تقول لأ..لييييش لييش مااتت ياسلطان وأنا ماشفتها من أربع سنيييييييين آآآآه
وآسيته وأنا محتاج للمواســاة..صلينا الفجر جماعة في المنزل..!لأن الثلج يتساقط بغزارة
جلسنا متقابلين..كل منا ينظر للآخر..قطع الصمت صوت عامـر
:سلطان...أنا آسـف..!
-على ماذا؟؟
-عندما كنت أوآسيك و..
-آها؟
-........
-عامر..ماتت أمك..لكـن هناك أختـك,خالك,عمك,أقاربك,أنــا هنا وحيد لا أعمام لا خوال لاشيء...حتى إذا مت..ماراح يفقدني أحد الا أنت...وماتت الكلمات في فمي عندما شاهدته يركض بإتجاه المطبـــــخ..
ركضت خلفة ..
صرخت بفزع:عـامــــــــــــــــر يامجنوووون
أبعدت السكين عن وريدة وأنا أصرخ به....
سحبتها منه فأخذها مني وأخذت أسحبها وهو يسحبهـا...ضربته..دفعتة...ودارت بيننا معركة رهيبـة....الركلات والضربات والآهات المتوجعة القوية...سالت دمائنا على إثرهـا..
أنتهت المعركة بسلام..جلسنا على أرضية المطبخ نلهث
هل أصف لكم كيف كانت أشكالنا؟؟
يفوق الوصف...
الملابس... ممزقة... ملطخة بالدماء... العنق... مخطط بالخدوش الدامية... الشعر مبعثر في كل الاتجاهات... كعش هجره عصفوره قبل أن يكمله... الوجه متورم شديد الاحمرار... متغير الملامح... يحملق الناظر فيه بضع دقائق... ليعرف صاحبه...!ضحكت وأنا أتألم:فرغت كل طاقتي بك ياعامر..
أجاب باسماً:ياااااهـ...أنت قوي جداً..ولكن tank you على العراك..لقد زال غضبي الأن..!
وقفت وذهبت إلى المغسلة لأمسح الدم عن وجهي..ولو كنت قد سددت ضربتي إلى وجهه لكنت قد فصلت فكه الأسفل عن رأسه كلياً..لكن لقد أنهيت العراك قبل أن أفعل...
أبتسم وقال لي:هيا لقد حان وقت العمل..سأذهب لأطمن على أختي و....
قاطعته:عامــر...أرجوك لاتذهب..!
تغير وجهه:لماذا؟؟
أشحت بوجهي عنه:أسكن معي..أرجوك سأجن من الهدوء..
ربت على كتفي:الفطور عندي وضرب رأسي بخفة..
استحميت ونظفت جروحي وبدلت ملابسي..سحب مظلتي لأن الثلجَ يتساقط..وخرجت إلى العمـل..بعد أن وضعت صورة العائلة في جيبي..!
متجاهلا دعوة عامر لي بالفطور..
لا أريـد فطـور.. أريـد أهلي فقــط..!
أبيك تجين يا يمّه ووينك يا أبوي تشوف..
أبي لي صدر يحضني ويطفي صدري اللاضي..
دعيت الله يساعدني في دربٍ بالخطر محفوف..
عساني بس أموت اليوم وألقاكم وأنا راضي..
أخرجت الصورة..وجلست على أحد الأرصفة..
تسللت دمعة يتيمة مثلي , على خدي البارد..
وأنا أرى صورتنا جميعا مصطفين..مبتسمين للكاميرا..
تأملت وجه أبي الحبيب..ايييييه لوتدري يبه وش الأقدار مخبيــة لنـا؟!
تلمست صورهم واحد واحد..ألتفت لـ بيتنا المغمور بالثلج..آآه من يصدق ياسلطان..عشر سنيـن وأنت وحيد ..بهالبيت هالبيت ذا عشت فيه أجمـل لحظات عمري..وأتعسهــا..
قضيت حالي في بيت أبوي مخاوي جدراني..
أحاكي نفسي مع زوايا البيت وابكي له..
اناظر أمي في الصورة وأقول آه ياليييت..
آه ياليت دفنوني قبلك بـ ليله..
أناظر في صورة أبوي و تصرخ أعياني..
ودمعات قلبي من على جرحي تعني له..
أشوف ها الدنيا بعيوني كنه ( فنجالي )..
ياما تقهويت من حزنها المر وتعليله
عشت بعد أمي و أبوي وأخواني لحااااالي وحداني
أخاوي جدرآآن الحزن و اشوف تحليله..!
عشت بسـواد الوحده والخير بوجه ( عراقي )..!
اللي انصفني بلقمة العيشه و تمويله
من كثر ماني فاقد أهلــي و خلااااني
كتبت ذاك الشعر يعزفني واغني له
من زود حزني قضيت ليالي سهراني
أكتب من أشعار الرثا مرثيه طويلــــــــــه
وليا احد ناظر عيوني قال [ مرضاني ]
ناس تقول [ مسكين ] وناس تقول يا [ حليله ]..!
زهرة شبابي ذبـلـت من كثـر ما جانـي..
ما غير حزني اللي يعزيني و اعزي له
وما لي غير الحــزن خاويته و خاواني
بيني و بين الحــزن عشــره والله طويلــه
{يمّــه} يا أول أسم معانق لسانــي
{يبــه} يا أول رجـل شفت تدليلــه
ذكـراكــم بقلبــي طويـل يعـاصر زمانـي
الى آخـر الانفـاس
هذي نهايـه قـصـتــي بكـل ما جانـي
عشـت فاقــد و الديني و باقي العايلــــــــــــــــــــه
في أحد الليالي..إستيقضت على صوت منبه الجوال لـ صلاة الفجر..أخذتٌ ملابسي ودخَلتُ الحمام[أَكَرَمَكٌمْ الله]أخذتُ دُشاً لأتنشطّ..خرجت بنشاط نظرتُ من نافِذة غٌرفتي..الثَلجٌ يتسَاقطُ بكثَافةْ ويُغطي كُل شيْ..الشَارِع..السَيارات..أَسق ُف المنازل ..كل شَيء....
ذهبت لغٌرفة أبي وأمي لإيقاظِهما..
ناسيــاً أني فقدت أهلي قبل 10سنين أو تزيد..!!!
طرقتُ الباب بخفه..
_أبي..الصـلاة...غريب! لأحدَ يُجيب..أبي هيّا ستفوتنا الصلااااة..
ذهبت لغرفة أخي الأكبر..سعووود..الصلاة
وصرت أتنقل من غرفة لأخرى..نواااااف...
أخيراً .. أستقريت عند غرفة البنات
ملِكــة..يالله الصلاة يالكسلانه..المهاااا..
ضربت رأسي بشدة!!
ربــــاه...لقد مَاتُوا منذُ زمنٍ بعيــد..لا..لا مستحيــل..!!ركضت إلى غرفة والدآي بسرعة..فتحت باب الغرفة..
هــدوووء يلفح المكـان..غرفة دافِئة , مُرتبهْ , هادئة , يُغطيهَا بعض الغبار..ماتوا!! تركوني..ركضت إلى جميع الغرف لعل هـذا كابـوساً..!
الهُــدوء يَلفحُ البيت الكَبيـر..
هدوء مزعِــج!أجل الهُدوء مُزعِــج
عدت إلى غرفة والداي ودموعي تنساب بهدوء على خدي للمرةِ المِليونْ..!
تنقلت بِبصري بالغُرفة...بعضُ المَلابِس لاتَزالُ على الشماعـة وبعد مرور عشرِ سنينْ..!
فتحت دُولاّب أبي ملابِسه مُرتبَه..رائِحة والدي لازالت موجوده..ضممت الملابس إلى صدري...
لمــا ترحل ووترك إبنك .. وحيد..يتيم...
أغَمضتُ عَيناي بِشدةْ وسددت أذناي محاولاً عبثاً سماع صُراخهم في الحَادِث وهم يحتَرِقُون..جبان!
نعــم..أنا جبان..
عادت ذاكرتي عشّر سِنينٍ إلى الوراء .. كان يوماً حاراً..ركبنا سيارتَ واَلِديْ..إنطلقنـا العصـر إلى أحد المُدن , توقفنا في أحد المحافظات في أحد المسـاجدِ لـ آداء صلاة المغرب..جلسنا على الطريق ..
ركبنا السيارة مرةً أُخرى..خرجنا من القصيم توقفنـا مرةً أُخرى عند أحد المحطـات .. نظر إليّ والديّ..وقال:سلطان .. أسأل العُمال..فيه مسجد..ماودي أدَوّر عندهم..تعرف,عايله ونواف وسعود نايمين..
نزلت إلى السوبر ماركت..سألت العامل فأجابني بالنفي..أتصلت على والديّ وقلت له سأشتري .. أبتعدوا عن المحطة فهيَ مليئةٌ بالعمال.....!!
خرجت من المحطة حاملاً بيدي [ موكا بارد ] وجدت سيارتنا تمشي ببطء شديد..أشرت لأبي بالتوقف , لكنه لم يتوقف..!
فجــاءة أنحرفت السيارة,وصدمت بـ تريلا غاز..
أنقلبت سيارتنا حتى وصلت إلى جانبي,وأنفجرت ..أحترقت..نعم أراها تحترق وفي وسطها أبي , أمي , أخي سعود , ونواف , وتوأمي ملكـة , والمها..
أسمع صراخهـم أمي تستنجد بأبي ونواف يصرخ ويناديني .. إقتربت بِضعَ خُطوات,رأيت يدَ ملكـــــــة تحتررررق ..من غير شعور..سكبت الموكا البارد على يدها ..عند وصول الموكا سمعت صوتاً إخرتق أعماقِي..تششششششششششش أغمضت عيانيَ وسَمِعتُ صَوت والدتي تَطلُبُ مني الأبتعـاد..!أنفجرت السيارة مرةً أُخرى,وتطايروا وطِرتُ معهم ...ماتــوا إلا أنـــــــا..!
آآآخ لماذا سُلطان لم يَمُت والبَاقي يَمُوتون؟...هم أحقُ مِني بالحياة..لديهِمُ طمُوحات آمال..أنا لا..
أٌمي حَامـل..وتنتظُر مولودهـا..أحترقت وتفحمت
أبي الطَمُوح..كان يريد فتح فرع للمصنع في جِده
وهذه الرحلة..لنجاح المصنع..
سعود..ينتظر العطلة بفارغ الصبر..ليتزوج..لقد خَطب بنت جارِنا..وهي تنتظره ليعود..ولن يعود
نواف..الشاب الطَموح..يدرس بكلية الطيران حلمه أن يكون طيار..مات قبل أن يُحقق حلمه
المهَا..تحلمُ أن تزور العالـم..متِ ولم تحققِ حلمكِ..
ملكـة..شعلة البيت..وتوأمي الرائِـع.. مدلله..تنتظر نسبتها للمرحله ثالث ثانوي..كانت تجهز لِحَفل تخرجُها وحَجَزّت كُل شي ورتبت وأبدعــت..لم ولن تحدث حفلـة..ماتت ملكـةماتت المهـا..مات نواف..مات سعود...ماتــوا رحلوا تركوني وحيد..بلا أم بلا أب بلا أهل ولاعمومة أو خوال..أبي..لم ولن أصدق أنك مِت!..
صرت أرى طيفك في كــل مكان..
[كل ما يمر طيفك عليا يسلم..دموع عيني تنهمل كنها سيـل..الصبح من نورك ترآه يتعلم..والبعد خـلا دنيتي ليل في ليل..أنت الذي تنحط على الجرح مــرهـم..يآمن أنا ماشفت في طيبـة مثيـل]
لماذا لم تنتظروني..ومِتُ معكـم..
لقد وعَدتني يا أبي أنك ستقِف ولن تتحرك!..
لماذا تحركتم؟؟
لماذا صدمتَ بالشاحِنةِ وهي واضحـــة!!..
لماذا تنزلني من السيارة وتقول بإبتسامتك المعهوده:لاتتـأخر..ورانا طريق..
أنا ما تأخرت ..أنتم اللي تأخرتوا...
صدمتوا وأحترقتوا..!
ليــه سلطـان ينزل؟؟لييه مايكون سعود؟؟
ليه مايكون نواف؟؟ليــــه يبـه؟؟
يبـــه وينك ؟
تعبت أنتظر..
تعبت اتخيل ايدينــك..
يبه وينك ؟
تعبت أسأل زوايا البيت
تعبت أسئل ثوبــك المكوي
تعبت اشم عطرك..
واحضن غيابك..
تعبت أكذب على دمعي
وأرتب عيني وثيابك
يبـــه وينك ؟
ألف الدار واتذكر
هنا تمشــون .....
هنا تجلسـون ....
هنا تضحكـون ....
وينكــم ؟
ويقطع حزن هالأفكار
باب الدار
واصيح بصوت واتحشرج ..... منو بالباب ...منو اللي دق هذا الباب؟؟
أنا ماابي سيارة .....
انا مابي هدايا
انا مابي اشوف أصحاب
وينكــــــم ؟
يبه يرضيك حالي الحين؟؟
كرهت المدرســة والـدرس
ولا حد فيني حـس..
تذكرني بغيابك شهادتي ... ومعلمي ... وباب المدرســة
والدرس ... اصحابي وعلاماتي
يبــه وينك ؟
كلامي يبه حارق كلامي مـــر..
وأنا أقرا في الدفاتر هنا
(يـوقـع ولـي الأمـر )
مين لي فرحتي تتكحل بعينه
وضحكاته
يبــه ... وينك ؟
تخرجـت وتختنق فرحة وسط صدري
تجيني الناس وتبــارك
وهذا الحزن بي حارث
ولايدرون أني يتيــم
والسبب
حــــــــــــادث
فزعت عندما سمعت طرق الباب..مسحت دموعي بسرعة..أغلقتُ باب الغُرفةَ وذهبت إلى الباب..مين؟؟؟
:سلطااااااان أفتح
فتحت الباب ..لم أنتبهت لدموع رفيق دربي وصديقي العراقي عـامر..
دخل البيت وهو ساكـت ليست من عادته الهدوء!
جلست بجانبه وقلت بغير تصديق:..عامـر..أهلي ماتوا
ألتفت علّي وهز راسه..
_عااااامر..تصدق..اليوم قمت ..نسيت أن أهلي ماتوا تصدق!رحت أنادي أبوي للصلاة بـس ماراح يصلي!أبوي مااااااات
بكيت بحرارة..وعامــر لم يتكلم..
أستغربت ..
_عامـر..فيك شي؟؟؟
رأيت دموعة هو الآخــر ..
_أمي ياسلطـان أمي!
_شفيهـا؟؟
_مااااااااااتت
ربـــــــــاهـ لم أعد أحتمـل..
_عامـر كفى!كان يبكي ويصرخ بـ هستيريا مجنونه
ماتت..أنا غبي مجنون..ليش ماراحت عن العراق؟!
يوم طردوني من العراق..قالت لي خذ أختك ورح سافر..أقولها روحي معي..تقول لأ..لييييش لييش مااتت ياسلطان وأنا ماشفتها من أربع سنيييييييين آآآآه
وآسيته وأنا محتاج للمواســاة..صلينا الفجر جماعة في المنزل..!لأن الثلج يتساقط بغزارة
جلسنا متقابلين..كل منا ينظر للآخر..قطع الصمت صوت عامـر
:سلطان...أنا آسـف..!
-على ماذا؟؟
-عندما كنت أوآسيك و..
-آها؟
-........
-عامر..ماتت أمك..لكـن هناك أختـك,خالك,عمك,أقاربك,أنــا هنا وحيد لا أعمام لا خوال لاشيء...حتى إذا مت..ماراح يفقدني أحد الا أنت...وماتت الكلمات في فمي عندما شاهدته يركض بإتجاه المطبـــــخ..
ركضت خلفة ..
صرخت بفزع:عـامــــــــــــــــر يامجنوووون
أبعدت السكين عن وريدة وأنا أصرخ به....
سحبتها منه فأخذها مني وأخذت أسحبها وهو يسحبهـا...ضربته..دفعتة...ودارت بيننا معركة رهيبـة....الركلات والضربات والآهات المتوجعة القوية...سالت دمائنا على إثرهـا..
أنتهت المعركة بسلام..جلسنا على أرضية المطبخ نلهث
هل أصف لكم كيف كانت أشكالنا؟؟
يفوق الوصف...
الملابس... ممزقة... ملطخة بالدماء... العنق... مخطط بالخدوش الدامية... الشعر مبعثر في كل الاتجاهات... كعش هجره عصفوره قبل أن يكمله... الوجه متورم شديد الاحمرار... متغير الملامح... يحملق الناظر فيه بضع دقائق... ليعرف صاحبه...!ضحكت وأنا أتألم:فرغت كل طاقتي بك ياعامر..
أجاب باسماً:ياااااهـ...أنت قوي جداً..ولكن tank you على العراك..لقد زال غضبي الأن..!
وقفت وذهبت إلى المغسلة لأمسح الدم عن وجهي..ولو كنت قد سددت ضربتي إلى وجهه لكنت قد فصلت فكه الأسفل عن رأسه كلياً..لكن لقد أنهيت العراك قبل أن أفعل...
أبتسم وقال لي:هيا لقد حان وقت العمل..سأذهب لأطمن على أختي و....
قاطعته:عامــر...أرجوك لاتذهب..!
تغير وجهه:لماذا؟؟
أشحت بوجهي عنه:أسكن معي..أرجوك سأجن من الهدوء..
ربت على كتفي:الفطور عندي وضرب رأسي بخفة..
استحميت ونظفت جروحي وبدلت ملابسي..سحب مظلتي لأن الثلجَ يتساقط..وخرجت إلى العمـل..بعد أن وضعت صورة العائلة في جيبي..!
متجاهلا دعوة عامر لي بالفطور..
لا أريـد فطـور.. أريـد أهلي فقــط..!
أبيك تجين يا يمّه ووينك يا أبوي تشوف..
أبي لي صدر يحضني ويطفي صدري اللاضي..
دعيت الله يساعدني في دربٍ بالخطر محفوف..
عساني بس أموت اليوم وألقاكم وأنا راضي..
أخرجت الصورة..وجلست على أحد الأرصفة..
تسللت دمعة يتيمة مثلي , على خدي البارد..
وأنا أرى صورتنا جميعا مصطفين..مبتسمين للكاميرا..
تأملت وجه أبي الحبيب..ايييييه لوتدري يبه وش الأقدار مخبيــة لنـا؟!
تلمست صورهم واحد واحد..ألتفت لـ بيتنا المغمور بالثلج..آآه من يصدق ياسلطان..عشر سنيـن وأنت وحيد ..بهالبيت هالبيت ذا عشت فيه أجمـل لحظات عمري..وأتعسهــا..
قضيت حالي في بيت أبوي مخاوي جدراني..
أحاكي نفسي مع زوايا البيت وابكي له..
اناظر أمي في الصورة وأقول آه ياليييت..
آه ياليت دفنوني قبلك بـ ليله..
أناظر في صورة أبوي و تصرخ أعياني..
ودمعات قلبي من على جرحي تعني له..
أشوف ها الدنيا بعيوني كنه ( فنجالي )..
ياما تقهويت من حزنها المر وتعليله
عشت بعد أمي و أبوي وأخواني لحااااالي وحداني
أخاوي جدرآآن الحزن و اشوف تحليله..!
عشت بسـواد الوحده والخير بوجه ( عراقي )..!
اللي انصفني بلقمة العيشه و تمويله
من كثر ماني فاقد أهلــي و خلااااني
كتبت ذاك الشعر يعزفني واغني له
من زود حزني قضيت ليالي سهراني
أكتب من أشعار الرثا مرثيه طويلــــــــــه
وليا احد ناظر عيوني قال [ مرضاني ]
ناس تقول [ مسكين ] وناس تقول يا [ حليله ]..!
زهرة شبابي ذبـلـت من كثـر ما جانـي..
ما غير حزني اللي يعزيني و اعزي له
وما لي غير الحــزن خاويته و خاواني
بيني و بين الحــزن عشــره والله طويلــه
{يمّــه} يا أول أسم معانق لسانــي
{يبــه} يا أول رجـل شفت تدليلــه
ذكـراكــم بقلبــي طويـل يعـاصر زمانـي
الى آخـر الانفـاس
هذي نهايـه قـصـتــي بكـل ما جانـي
عشـت فاقــد و الديني و باقي العايلــــــــــــــــــــه