في كبد السماء تندثر عصورٍ غابرة
وفي البحر تسير سفنٌ بدون أشرعة
وتخطفُ أرواحاً بدون سابق أنذارات
روح نبي وروح ربٍ ورح فراشةٍ
من أين تجي أغصان الأشجار
من أين تولد الأرواح
ومن أي ساحات يولد الأنبياء.
-
أنا وأنتِ نقف هُنـا وهُناك
نشاهد هبوب العصور
والرياح تتلاعبُ بها
وتتطاير أوراق الأشجار
وتولد البراكين و الزلزال
وأنتِ كنتِ أجمل من أمي
وأجملُ من أبي
من أين جئتِ وفي يدكِ
هبوب الرياح
وفي صدري عصور غابرة
وبين شفتيكِ أغنيةٌ تلوح لقلبي
وفي كتفكِ أشواكٌ تقتلني
نامي هُنا في صدري
فلقد رأيتُ جسمكِ محمولاً على الأزهارِ
نامي هُنا على صدري
فلقد أسسوا دولاً لمكافحة عشقي لكِ
نامي حتى لا يسدوا الطريق وبين وبينكِ
وتنام عصورٌ ونحن محملون على الألمِ
نامي في عشّ صدري
حتى تقف البحار عن الهيجانِ
نامي فأنتِ لي قلب
وأنا لكِ مسلم أمري.
-
فمي يصلي باسمكِ
وجسدكِ هُناك كان شفافاً
ولامعاً فأين أقيم لكِ أغنيتي
وشعركِ قصيرٌ يلوح بأزهاراً
فأين كنتُ أنا وأنتِ منذُ زمنِ
في أوراقي حروفٌ لم تكتب أبداً
فكيف تمردتي وتكبتيها يا طفلة بلدي
جسمكِ يلمعُ بقطرة شهداً
فمن أين أتيتِ يا مجنونة قلبي
نام كثيراً في صدري
فأنا لم أعد أملكُ أي ورقةِ.
-
منذُ متى أسقطتِ اللعنة عليّ
منذُ متى درستِ تاريخي
كيف دخلت في عصوري
وقتلتِ كل عصافيري
هل أنتِ عصفورةُ الصحو الأزرق
أم أنتِ الرياح التي تلعنُ جسدي
يا امرأةٌ تسربت إلى قلبي
كتسرب قطرات الندى من الأوراق
وأشغلت نار عصوري المؤلمة
ومزقت ذكرياتي الجميلة
مع العصافير الطلقة
التي تلوح في السماء
لِمَ أطلقتِ ناركِ على جناح عصفوري
لِمَ أسقطيهِ جريحاً أمام ناظريكِ
أني أبكي في كل مساءٍ
في كل سماءٍ
أصبحتُ أبكي وفي غصني أنتِ
أنا العصفور الذي أطلقتي ناركِ عليهِ
لِمَ أطلقتيهِ وأنا مازلتُ أتنفسكِ.
-
يقول لي صاحب الكفتيريا :
لم أعد أشهدكم هُنـا , فالطاولةُ قد أشتاقت إليكم
أشتاقت إلى همساتكم ورنين كلماتكم وأعذبُهـا
لم يعد أحداً يتواجدُ هُنـا بعد رحليكم عنه ..
والقهوة أصبحت مهملةٌ لا تفوح
ألم تتذكروا في هذا الركن كنتم تتداعبون
وفي الطاولةِ بقايا من بقاياكم
هُنا كنت تُقبلها وهناك كنت تضعها على صدرك وتنام ..
كانت تنام على صدري , وكنتُ أنا قلبٌ يسامح
كنتُ أحترق .. أتمزق .. أصرخ .. أتفجر , كنتُ أنـا ومازلتُ أنا
قلبٌ يعشقُها .. ينبضُ من أجلها , يتنفسها .
في الكفتيريا كنتُ أذوقها طعم الحب .. طعم الحياة التي
لا تمسّها الرياح العاتية , والأحزان المؤلمة .. كنتُ أنا لها قلبْ.
-
أقلبتُ الطاولة عدة مرات
أجدُ في صدرها مسكني أنا
ففي صدرها الفجرُ شارد
لم يشرق شمسها
وكنتُ أنا بهِ نائم.
فقط .. فقط .. أريدُ أن أعرفُ
متى ستنام في صدري وعلى صدري.
-
كانت القارات مُقمرة بالنَّوم
والعصور كانت عاريةً تبحثُ
عن مكانٍ آمنٍ كصدفةٍ في صدري
لتبكي في خزانتي وفي قميصي
لقد آلمتني نظرةٌ من عينيكِ
ودمعةٌ في طرف عينيكِ
تحت بقعت السماء
تحاول زرع زهورةٌ يتيمة
وفراشةٌ تلامس أشباح التراب
وتصرخ باكية الموت عاد
والنوافذ كانت مفتوحة
والهواء كان مُمتلأ بالفراشات الطائرة
والعصافير المغردة , والعصور المهاجرة
-
قبل ألف عام حين نزحنا من البحار
إلى السماء .. أستيقظ طفلي الذي بداخلي
في تلك الغابة أمام نمر بيدة شعلةٌ مليئة
بالزمن والجثث وعلى ظهرهِ زهرةٌ مسمومةٌ
والكلام الليلةٌ في رأسي مسموم
والنوم الليلة بدون صوتكِ علامةُ منفاي
من يا ترى رأها في حِجر صخرةٍ يهوي بها
طفلاً في الظلام طول الوقت
ومطرٌ خفيف على نافذة وجهي
ونظراتي شاردةٌ ونومي شارد وأنتِ شاردةٌ
في ماضيّ وأغصاني وثيابي تبحثين عن
كائنٍ مفقود بين البقعة التي في صدري
وفي عشب حديقتي تقولين لي :
نم تحت شمسٍ وبصيرة الآلهةُ خلف ضوء
ستارٍ ما تنظرُ إليكِ وفي سقفي تولد نجمةٌ
تملكُ أرضي وبحاري وجبالي فلِمَ هجرتيني.
من بعض ما اعجبني
وارجوا انا ينال اعجابكم ايضا