المسن وزوجته
على رغم مرور السنين على الزوج الحنون وهو قائم على خدمة زوجته ورعايتها، فإن ذلك لم يؤثر بالسلب على حبه لها، بل على العكس، فهذه الأعوام تحولت لرصيد من الحب، يدفع فاتورته وفاء وتضحية لا تنقطع.
ولعل أبرز مظاهر وفائه، كانت عندما اضطر للرحيل من مدينة "الخوبة"؛ حيث لم يجد الرجل الفقير حلا للانتقال بزوجته سوى أن يحملها عشرات الكيلومترات في العربة اليدوية الخاصة بنقل المؤن ومواد البناء.
وهذه العربة كانت ولا زالت تمثل وسيلة هزازي الأساسية في نقل زوجته، سواء للخروج للنزهة أو قضاء احتياجاتها، بحسب صحيفة عكاظ السعودية.
ويروي هزازي قصة زوجته من البداية قائلا: "تعرضت زوجتي للشلل منذ ولادتها، ومن ذلك اليوم وهي معاقة، ولن أتخلى عنها، بل إنني أشعر بالسعادة لأنها تشاركني حياتي".
وردا على سؤال عن كيفية ارتباطه بها، يخرج يحيى ابتسامة خجولة قائلا: "لم يكن أحد يساويها ولن يكون، خرجت إلى الدنيا وهي أمامي، فتعلق قلبي بها، وعاهدت نفسي أن لا أفارقها وأن أبقى في خدمتها، فهي الزوجة والحبيبة والصديقة".
وعن تجربة نزوحه من قرية القرن التابعة لمدينة الخوبة، يقول هزازي: "انتقل الناس بسيارتهم ودوابهم، ولكن لم تكن لدي القدرة على استئجار سيارة، ونقلت زوجتي بالعربة اليدوية، على رغم حرارة الجو والخوف من المتسللين، وأنقذني رجل أمن في مدخل مدينة الدغارير (شرق) كان شهما قدم لنا الماء والأكل وأوصلنا إلى المخيم".
والآن يحيا الزوجان على أمل العودة إلى قريتهما الهادئة في شوق لرائحة خبز التنور ومراعي الأغنام وحكايات الأقارب والسوق وما يحوي من جديد وغريب.
وتتطابق أمنيات يحيى وفاطمة في كل شيء، وبخاصة أمنية أن تكتسي الزوجة المريضة بثوب الصحة والعافية، وأن يبقيا معا إلى أن يشاء الله سبحانه الكريم